ما هو العصف الذهني ,,, وما الأسلوب الأمثل لتوظيفه لتعزيز الابتكار والإبداع

 

ظهر مصطلح "العصف الذهني" أو "Brainstorming" على يد رجل الأعمال والكاتب الأمريكي "أليكس أوسبورن" في الخمسينيات، وهو منهج تفكير إبداعي يرجح التفكير الجماعي على الفردي، حيث يجتمع مجموعة من الأشخاص من مجالات مختلفة لطرح أفكار جديدة أو إيجاد حلول مبتكرة لمشاكل قائمة.
وقام باحثون بجامعة "وارتون" بعمل بحث حول أمثل الطرق لإنجاح هذا المنهج وتحقيق الاستفادة القصوى منه، وحللوا عدداً من براءات الاختراع في قطاع تكنولوجيا "النانو" باعتباره مجالا جديدا للأفكار الإبداعية المثيرة.
 ووجدوا كثيرا من الابتكارات الخلاقة لكن المفاجأة أن معظمها لا يقدم فائدة اقتصادية كبيرة، فحوالي 1% فقط من جملة هذه الاختراعات هي التي نجحت في تقديم قيمة اقتصادية عالية رغم براعة الأفكار 99% المتبقية.

نتائج

ــ قصر مفهوم "العصف الذهني" على تجمع عدد متنوع من الأفراد غير كافٍ لتطوير الأفكار المفيدة والحلول الفعالة، فيجب أن يرافقه معرفة متعمقة بالقضية أو الفكرة محل المناقشة.

- المعرفة تساعد على فهم أكبر لجوانب الموضوع ولتأثير الأفكار المقترحة على المحيط الخارجي، وهذا يساعد على التفكير خارج نطاق الأساليب التقليدية للمشكلة.

- ويضمن إنتاج أفكار "فعالة" تسهم بصورة حقيقية في التغيير والبناء، وهذا أفضل من إنتاج أفكار بارعة وبراقة لكنها عديمة الفائدة.

التقييم التقليدي

- الدراسات السابقة للإبداع ــ خاصة في مجال براءات الاختراع والاختراعات العلمية ــ اعتمدت في تقييم مستوى الإبداع على معدل استخدام الاختراع كمرجع من قبل الاختراعات اللاحقة عليه.

- فالأشخاص الذين يتقدمون بطلبات للحصول على براءات اختراع يكونون مطالبين رسمياً بكتابة قائمة بكافة براءات الاختراع التي ساعدتهم على استلهام أفكارهم وتحقيق إنجازاتهم.

- ثم تقوم مكاتب براءات الاختراع بتصنيف الاختراعات وفقاً لمعدل تكرار ذكرها في هذه القوائم، وكلما زاد المعدل ارتفعت القيمة الاقتصادية للاختراع.

- هذا المعيار لا يقدم تقييماً دقيقاً للإبداع من حيث جدواه الاقتصادية، كما أن العديد من براءات الاختراع الأكثر ذكراً قدمت أفكاراً جديدة بالفعل لكنها لم تضف جديداً إلى مجال المعرفة ذاته.

تغيير المعايير

- استخدمت الدراسة معياراً جديداً لتقييم الإبداع هو "نمذجة المواضيع" وهو تقنية متطورة لتحسين نتائج البحث الإلكتروني، فعندما يضع المستخدم الموضوع على محرك البحث تقوم التقنية تلقائياً بتصنيف النتائج وفقاً لتشابهها فلا يحتاج الباحث لترتيبها.

- هذه هي الدراسة الوحيدة في مجال العلوم الاجتماعية التي استخدمت هذه التقنية العلمية الحديثة كمعيار للتقييم، وهي تساعد على تحديد الموضوع الأصلي صاحب الفضل الأكبر على الاختراعات اللاحقة بصورة أكثر دقة.

- حددت الدراسة منهجين مختلفين للتفكير في مجال "الإبداع"، الأول هو "المنهج التصادمي" ويعتمد على التصادم بين المعرفة الحديثة والقديمة بتنحية الأخيرة تماماً واستخدام أساليب جديدة لإنتاج أفكار مختلفة.

- الآخر هو "المنهج التأسيسي" الذي يرى أن الفهم العميق للمعرفة القديمة يساعد على تحديد مواطن الضعف فيها مما يؤسس لأسلوب فكري مبتكر أكثر كفاءة، وتدعم الدراسة هذا المنهج.

العملية الإبداعية وقطاع الأعمال

- هناك تجاهل متزايد لأحد الأركان الرئيسية للعملية الإبداعية وهو جني المعرفة العميقة حول العمل الإبداعي، وأصبح التركيز الأكبر على عامل تنوع ومزج الأفكار، وهذا الجانب وحده لا يكفي لإفراز أفكار واختراعات مؤثرة.

- تركز الشركات على هذا الجانب الجزئي من العملية الإبداعية بالحرص على تنويع فريق العمل واجتماع موظفي الأقسام المختلفة مثل الهندسة والتسويق والبحث والتنمية للخروج بأكثر الأفكار ابتكاراً، وهذه الممارسات جيدة لكنها غير كافية.

- على الشركات القيام "بالعمل التحضيري" للعملية الإبداعية بمطالبة القائمين عليها بجمع بيانات مكثفة حول الفكرة المطروحة قبل الاجتماع لمناقشتها، ومن الأفضل أن يضم الفريق البحثي خبراء بالمجال قيد المناقشة إلى جانب الباحثين الجدد.

- فإغفال جانب المعرفة والاستعانة بالخبرات يفوت على الشركة فرصاً ذهبية بضياع الأفكار الأكثر تأثيراً والتي تمثل 1% فقط من إجمالي الأفكار الإبداعية المطروحة كما أُشير سابقاً.







إرسال تعليق

0 تعليقات